شهادات
العظماء والمنصفين
الإسلام دين حق، براهينه ساطعة، ودلائله واضحة، وجذوره ثابتة، يؤمن المسلمون بعظمته، ويشهد له العدو والحبيب، وشهادات المسلمين تعتبر مجروحة عند الذين لا يعرفون ديننا، أو حضارتنا، أو رسولنا، وهذه بوابة ترصد شهادات المنصفين من أعلام الغرب والشرق قديمًا وحديثًا من ديانات وملل مختلفة في إنصاف الإسلام وفي القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم وحضارة المسلمين، خاصة المشهورين المرموقين عند بني جلدتهم، الموثوق فيهم علميًا.
ملخص المقال
شهادة المستشرق الفرنسي الكبير جوستاف لوبون (Gustave Le Bon) حول سماحة الإسلام والمسلمين.
المستشرق الفرنسي الكبير "جوستاف لوبون"(Gustave Le Bon) أحد المنصفين الذين شهدوا للإسلام بما هو أهل له، وتلك نتف من كتباته حول الإسلام والمسلمين:
يصف "جوستاف لوبون" دخول عمر بن الخطاب بيت المقدس فاتحًا فيقول: "لما دخل القدس أبدى من التسامح العظيم نحو أهلها ما أمنوا به على دينهم وأموالهم وعاداتهم، ولم يفرض سوى جزية زهيدة عليهم، وأبدى العرب تسامحاً مثل هذا تجاه المدن السورية الأخرى كلها، ولم يلبث جميع سكانها أن رضوا بسيادة العرب، واعتنق أكثر أولئك السكان الإسلام بدلاً من النصرانية، وأقبلوا على تعلم اللغة العربية"[1].
ويصف دخول صلاح الدين بيت المقدس ظافرًا؛ فيقول: "ولم يشأ صلاح الدين أن يفعل في الصليبيين مثل ما فعله الصليبيون الأولون من ضروب التوحش فيبيد النصارى عن بَكْرَة أبيهم، فقد اكتفى بفرض جزية طفيفة عليهم مانعًا سلب شيء منهم"[2].
ومن مقولاته: "وكان عرب أسبانيا يتصفون بالفروسية المثالية خلال تسامحهم العظيم، وكانوا يرحمون الضعفاء ويرفقون بالمغلوبين، ويقفون عند شروطهم، وما إلى هذه الخِلَال"[3].
وقال أيضًا: "ومن المؤسف أن لا تقتبس الشعوب النصرانية من المسلمين التسامح الذي هو آية الإحسان بين الأمم، واحترام عقائد الآخرين، وعدم فرض أي مُعتقَد عليهم بالقوة"[4].
وقال أيضًا: "ولم يلبث الإسلام أن منَّ على جميع الشعوب التي خضعت لسلطانه مثل ما منت به عظمة روما على الرومان، فمنح تلك الشعوب مصالح مشتركة وآمالا مشتركة موجها بذلك جهودها نحو غرض واحد مع أنها كانت ذات مصالح مختلفة قبل ذلك"[5].
[1] جوستاف لوبون: حضارة العرب ص 151
[2] نفس المرجع ص 329.
[3] نفس المرجع ص 278.
[4]جوستاف لوبون: حضارة العرب ص 128.
[5] غوستاف لوبون: حضارة العرب، ترجمة عادل زعيتر، ص133.
التعليقات
إرسال تعليقك